دورة تدريبية لإدارة القلق والصدمات النفسية
كتبت/ بسملة فؤاد
الحوادث التي قد تؤدي إلى الإصابة بصدمة نفسية هي تلك المواقف التي تكون ذات طبيعة كارثية والتي تجعل معظم الأشخاص يحسون بالإحباط، ومن أمثلة ذلك الكوارث الطبيعية أو الحوادث الخطيرة أو وفاة أحد أقرب المُقربين أو الإصابة بأمراض مهددة للحياة أو التعرض للعنف الجسدي.
وفيما يلي سوف نعرض تفسير أكثر عن هذا الموضوع:
ماهي الصدمات النفسية؟
أنواع الصدمات النفسية
عند حدوث صدمة نفسية للطفل، هل من الممكن أن توثر عليه في المستقبل؟
ما هي الصدمات النفسية
الإصابة الجسيمة التي تصيب نفسية الشخص، والتي قد تكون نتيجة حادث استثنائي شخصي يشكل عبئاً نفسياً على المعني بالأمر، قد يؤدي مثل هذا الحادث إلى الإصابة بصدمة نفسية، وذلك في حالة إذا كانت إمكانيات الفرد المُتاحة غير كافية لتخطي الموقف، أو في حالة عجز المتضررين عن التصرف، حيث يتولد عن ذلك عبئاً نفسياً جسيماً (ضغط نفسي) وغالباً ما يحس الإنسان بنفسه في مثل هذه الحالات عاجزاً تماماً أو يصيبه خوف شديد أو رعب.
انواع الصدمات النفسية
الصدمة النفسية الحادة: هي عبارة عن كرب نفسي شديد ناتج عن حدث واحد خطير ومباشر، ويحدث رد الفعل خلال فترة قصيرة، مثل حادث سيارة أو اعتداء جنسي أو الموت المفاجئ لأحد الأحبة.
الصدمة النفسية المزمنة: تنتج عن التعرض المتكرر والمطول لأحداث مرهقة للغاية، مثل حالات سوء معاملة الأطفال وسوء المعاملة عموماً (العاطفي والجسدي والجنسي) أو التنمر أو العنف المنزلي أو الإهمال.
الصدمة النفسية المعقدة: تنتج عند التعرض للعديد من الأحداث الشديدة الضارة، أو التعرض المتكرر لصدمة شديدة لا يمكن التخلص منها، فيشعر الشخص أنه محاصر، وهي مثل الأنواع الأخرى من الصدمات يفقد فيها الشخص الإحساس بالأمان وتصبح لديه يقظة مفرطة ومراقبة مستمرة ومرهقة للبيئة خوفاً من وجود أي تهديد.
الصدمة النفسية الثانوية أو الصدمة غير المباشرة، ويحدث نتيجة تعرض الشخص ما لإحدى أنواع الصدمات النفسية وأعراضها نتيجة اتصاله الوثيق بشخص تعرض لحادث مؤلم، مثل أفراد الأسرة و أصحاب المهن التي تتطلب رعاية أشخاص تعرضوا لحوادث مؤلمة ولصدمات متنوعة كالمعالجين النفسيين والأطباء، إذ أنهم بمرور الوقت قد يتعرضون لخطر إجهاد التعاطف، حيث يتجنبون التعامل العاطفي مع الآخرين في محاولة لحماية أنفسهم من المعاناة من الضيق، أو لحدوث اضطراب ما بعد الصدمة أيضا.
صدمات الطفولة: أثبتت الأبحاث أن الأطفال معرضون بشكل خاص لأي من أنواع الصدمات النفسية؛ لأن أدمغتهم لا تزال في مرحلة النمو والتطور على النحو:
– تغطي تجارب الطفولة السلبية مجموعة من المواقف الصعبة التي يواجهها الأطفال مباشرةً أو تحدث في أثناء نموهم، قبل تطوير مهارات التأقلم الفعالة.
– قد تعطل تجارب الطفولة السلبية المسار الطبيعي للتطور.
– تستمر الإصابة أو الخلل العاطفي لفترة طويلة حتى مرحلة البلوغ، كإهمال الوالدين والاعتداء العاطفي أو الجسدي أو الجنسي والطلاق.
– من أشيع أنواع تجارب الطفولة المؤلمة، حيث يعاني الطفل من حالة توتر شديدة؛ فتفرز أجسادهم هرمونات التوتر بشكل مفرط.
– إفراز الهرمونات بإفراط يعطل النمو الطبيعي للدماغ؛ ونتيجة لذلك يختل نمو الطفل العاطفي وصحته العقلية والبدنية وسلوكه العام.
عند حدوث صدمة نفسية للطفل، هل من الممكن أن توثر عليه في المستقبل؟
من الممكن أن تصيب أنواع الصدمات النفسية أي شخص، لكن يعد الأشخاص ممّن تعرضوا لصدمات نفسية سابقة خصوصا في فترات الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالصدمات النفسية في المستقبل.
في ما يأتي بعض أنواع الصدمات النفسية التي تصيب الأطفال والتي يكون لها بعض التّبعات والآثار مستقبلًا:
– العيش في بيئة غير آمنة وغير مستقرة.
– انفصال الطفل عن أبويه أو أحدهما.
– الإصابة بمرض شديد.
– الخضوع للعمليات الجراحية.
– التعرض للاعتداء الجسدي، أو اللفظي، أو الجنسي.
– العنف الأسري.
– الإهمال.
قد تؤدي إصابة الأطفال بأحد الأحداث السابقة إلى صدمة نفسية قد يمتد أثرها طويلًا خصوصًا عند إهمالها ممّا يولد شعور بفقد الأمل والخوف المستمرين.
حتى وإن كانت الصدمة النفسية قد حدثت في وقت سابق فيوجد بعض الخطوات والعلاجات التي يمكن اتّباعها للتخلص من أثر هذه الصدمات، حيث يجب التواصل مع الآخرين، وصنع التوازن النفسي من جديد.
للحصول على كورس إدارة القلق والصدمات النفسية اضغط هنا