كتب – عبدالله ايهاب
إذا أردت أن تكون في مصاف الناجحين و تكون مؤثرًا و عظيمًا و لك بصم فعليك بقراءة هذه السطور المستوحاة من كتاب ” كيف تصبح عظيمًا ؟ ” للدكتور عادل صادق.
يبدأ الكتاب بالتأكيد علي فكرة هامة جداً و هي أن اختفاء الآلام النفسية تمامًا ليس دليل صحة و عافية، بل دليل مرض. فالألم النفسي مثلما هو معاناة فهو شرف و دليل حياة. ولا علم بدون ألم ولا معرفة بدون معاناة، و هذا هو مضمون الألم الإنساني. و من المهم ألا يبالغ الإنسان في التقليل من قدر نفسه لأن ذلك يعني أنك أغفلت مناطق القوة و الجمال في نفسك، فتلك الغشاوة تعيق الرؤية السليمة و التقدير المتوازن. و علينا أن نعي أن الإنسان الطبيعي لابد أن يعاني نقصاً.
ثم ينتقل المؤلف إلي فكرة أن الإنسان الناضج وجدانيًا هو الإنسان القادر علي ضبط انفعالاته، أي الذي يستطيع أن يتحكم في السيطرة علي الانفعالات الفجائية الحادة التي تتشكل بسرعة كـ رد فعل لموقف خارجي داهم مما يقودك إلي الاحتفاظ بتفكير واضح وبالتالي لن تحيد عن هدفك.
الشخصية العظيمة لديها بصيرة صائبة، فهي عين الله التي يري بها الإنسان ما لا يراه الآخرون، إنها ذلك الإحساس المرهف الذي يتوقع و يستشف .. إنها الصفاء الذهني الذي يرسم صورة ما هو قادم و ما هو خارج عن نطاق العين البشرية و هي أيضاً الرؤية المستقبلية أو السابقة علي حدوث الموقف أو الحدث دون أن تتوفر كل المعلومات و دون أن يكون هناك ضوء كافي.
و جدير بالذكر أن من يتمتعون بالبصيرة الصائبة يؤمنون بأن العلم النافع يقود إلي الحكمة و يطبقون عملياً ما تعلمونه، وهم يبحثون لحلول مبتكرة للعقبات و يتمتعون بتفكير إيجابي و لا يبكون علي الماضي، بل يزدادوا تطلعاً للمستقبل.
و ينصح المؤلف بأنه إذا أردنا النجاح و التأثير، علينا أن نجد طريقًا إلي وجدان الناس أي موهبة اقتحام القلوب و الوصول إلي الأذهان، موهبة النقر الرقيق علي الأبواب فتفتح أمامنا علي مصراعيها. إنها موهبة من الله و أيضًا تدريب و مهارة مكتسبة واعية لتحقيق النجاح في هذا الأمر، ومحاور التأثير في الوجدان هي تفهم مشاعر الآخر و كشف بواعث و دوافع سلوكه، والإنصات للطرف الآخر بحيث تقوم بحثه علي مزيد من الشرح و الإطالة حتي يفرغ ما عنده، و المشاركة الوجدانية و التعاطف و هذا هو قمة السمو الوجداني ، و المبادرة بتقديم المساعدة للغير .
و يتطرق المؤلف لفكرة التأثير الوجداني و هي معناها إحداث تغيير في أفكار و قناعات و بالتالي سلوك الطرف الآخر ، أي تحريك المياه الراكدة ، لكي تكسب الآخرين لصفك لابد أن تنجح في بناء قاعدة من الثقة المتبادلة و أن تنفذ لقلوب الآخرين بمودتك و إنسانيتك، فستجدهم تلقائيًا يلتفون حولك و يدعمون وجهة نظرك و يلتزمون بخططك.
و إليك مفاتيح النجاح كما استعرضها الكاتب و هي أن تعي أن النجاح علاج للنفس القلقة اليائسة وهو من مضادات الاكتئاب و يحسن صورة الإنسان عن ذاته. إن النجاح الحقيقي بعيد عن التذويق. ولن تصل إلي نجاح إلا بعد محاولات فاشلة تدل علي التطور الطبيعي. و تعتبر صورة الذات هي القادرة علي أن تبعث في الإنسان روح التحدي و النضال و العزم، و ثقتك بنفسك و إيمانك بالله هما مصدر قوتك. ومن مقومات التقة بالنفس هي الصدق و الاخلاص و حب النفس و التفكير الإيجابي و تشجيع الآخرين. و كل إنسان عظيم لابد و أن تكون له رسالة تتعدي حدوده الشخصية و تشمل بيئته و مجتمعه أو الإنسانية كلها، أي أن تفعل شيئاً من أجل الآخرين.
وأتفق مع الكاتب في هذه المقولة وهي أن يكون لك المقدرة أن تبدأ من جديد .. حتى الأزمات و الصدمات يمكن اعتبارها إشارة لبداية جديدة .. بداية عظيمة .. بداية تحويل الضعف إلي قوة.